2024- 04 - 20   |   بحث في الموقع  
logo لماذا قصد فرنجية بكركي؟!.. حسناء سعادة logo الاستحقاق الرئاسي رهن القرار الدولي ـ الاقليمي!.. غسان ريفي logo بالفيديو: انفجارٌ ضخم يهز قاعدة لقوات الحشد الشعبي في العراق logo لعدم تنفيذ هجوماً ضد إيران... طلبٌ من واشنطن! logo بالفيديو: المقاومة الإسلامية تستهدف قاعدة جوية في "إيلات" logo عند تغيير الدول... جنبلاط "يَحفظ رأسه" logo جعجع "يهتدي" بخصومه: الهجوم على السوريين كعدو سهل ومربح logo التلفزيون الفرنسي يلتفّ على الحظر الاسرائيلي..بتسجيل تقرير من غزة
"بح"... تعاونية ثقافية في "بلد خرج ولم يعد"
2022-12-11 10:26:06

في ظل الأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان، تنشط مبادرات ثقافية تشاركية بهدف الاستمرار في الانتاج الفني والتعبير المتعدد الوسائط، ولمواجهة مفهوم السوق التمويلي المهيمن على الانتاج الفني. مجموعة "بح" وهي اختصار "برمجة حيّة" تعمل في إطار مؤسساتي على شكل تعاونية غير رسمية.
سنة من التحضيرات لبلورة مشروع "برمجة حيّة"، تخللتها لقاءات ومقابلات مع اختصاصات فنية متعددة مستعدة لتشارك خبراتها وتعمل مع بعضها البعض. والحصيلة كانت أكثر من اربعين فنياً وإدارياً وعاملاً وباحثاً في مجالات فنون العرض، سيتشاركون في برمجة الموسم وفي مساحات ثقافية فنّية داخل بيروت وخارجها. عن فكرة التعاونية غير الرسمية بحسب التعريف يقول المخرج هاشم عدنان: "انطلقت الفكرة من حاجة أن يكون لدينا اطار جماعي، يتسم بالانفتاح على التنوع في الأساليب الفنّية خارج إطار الهاجس الربحي. وهنا الربحي لا يقتصر على معنى التجاري إنما أيضاً على معنى هاجس التمويل الذي يحتل الآن مركز عملية الإنتاج. كسر هذه المنهجية هي إحدى هواجس المجموعة لإيجاد طريقة انتاج تعتمد بالدرجة الأولى على التعاون والتشارك بين الأدوار المختلفة التي تشكل الإنتاج بشكل أفقي، إيمانا منا بأن العمل التعاوني سيؤمن الاستمرارية لعملنا في ظل الأوضاع الإقتصادية الصعبة التي نعيشها، ومن خلاله نحاول مواجهة اللاعدالة المهيّمنة على الفن وعلى المجتمع".
تعدد الوسائط
اولى خطوات مجموعة "بح"، تمثلت في عرض متعدّد الوسائط بعنوان "أنا الأبله" تمثيل واخراج ساري مصطفى، وبمشاركة فريق عمل توزعت مهامه على الانتاج والتمثيل والدراموتورج والسينوغرافيا. قًدم العرض في فضاء "منشن" القائم داخل فيلا صفراء قديمة في زقاق البلاط، وتحديداً في ما تبقى من احدى نواحيها التي تضم بيوتا قديمة مثل بيت ميّ زيادة وبيت داهش، وغيرها من البيوت التي تحمل الذاكرة العمرانية القديمة لمدينة بيروت المهددة بالزوال. عرض "انا الأبله" أتى على شكل زيارة متحفية يتجول الجمهور في مساره ويتوقف في زواياه ومستوياته، من الحديقة الداخلية حيث الإيمائيان المهرجان يقومان باستقبال الجمهور ويمارسان دورهما كدليلين في مسارات العرض. فريق عمل من ممثلين ودراماتورج وسينوغراف ووسائط تعبيرية متعدّدة من ايماء ودمى وفيديو ومشهديّات تمثيلية وصوتية ومنحوتات وغيرها من الادوات التي وظّفت في تقديم فكرة "ابله" ديستويفسكي ومحاكاته من الواقع اليومي الذي نعيشه. عن العمل يقول المخرج ساري مصطفى: "لم تكن لدي فكرة جاهزة ولم أعمل كمخرج في وظيفته التقليدية المعروفة بمعناه القيادي أو صاحب رؤية العمل الأوحد. العرض تكوّن بجهد عملية تراكمية من الصفر قام بها فريق العمل ابتداء من افكار صغيرة او أسئلة بنيّنا عليها العمل، ومزجنا بها الذاتي والعام، الفردي والجماعي. انا والدراماتورج فرح حوارنة الى جانب الممثلين: يزن الريشاني، ليندا جاموس، ضنا مخايل، رومي ملحم وعمر باكير. بالإضافة الى السينوغراف لزينة حكيم والتقنيات البصرية لنور سلمان". عرض "أنا الأبله" زيارة حيادية تأخذ المتلقي الى ألعاب الطفولة والإكتشافات الأولى وأسئلة المراهقة، لنتعرف على مفهوم أبله ديستويفسكي الموزع على أعمال سينمائية تم اختيارها بشكل جمل منفصلة وبسياق متصل. وهو الشكل المتقطع الذي بنيت عليه الأعمال المشهدية في نصوصها وحواراتها وحركة جسدها.
جسد المواجهة
العرض الثاني الذي قدمته تعاونية "بح" كان بعنوان "عليهم" الراقص لألكسندر بوليكيفيتش، وهو عمل عليه بعد سلسلة من الخسارات، منها الفقد الشخصي والإعتقال الجسدي خلال حركة احتجاجات تشرين، وصولا إلى إنفجار مرفأ بيروت الذي ترافق مع الانهيارات الاقتصادية في لبنان.
اعتمد عمل بوليكيفيتش على جسد أعزل، عار إلا من عصب حركي وهمهمات، يصدر النفس المتقطع وأنين الألم ودندنات أغنية " les feuilles mortes". حركات رقص شرقية متشظّية قوامها العضل والعصب المشدود، في عملية بناء وتدمير دائمة، ولادة وموت متكرّر. خسارات متتالية وعزيمة تحدٍ للوقوف والمواجهة من جديد. حركة مقموعة داخل صندوق خشبي مثل سجن ضاغط ومقيّد لحركة وتعبير بوليكيفتش، قبل أن ينقلب الصندوق ويصير المنصّة التي يقف عليها الراقص ويثبت حضوره.
على غرار أعماله السابقة التي عمل عليها الكسندر بوليكيفيتش، يتابع في عرض "عليهم" تحرير الرقص الشرقي البلدي من شكله التقليدي السائد إلى حركة يضبط ايقاعها، يقبض على درجة ليونتها وقسوتها، لينتج من خلالها المعنى ويسرد بجسده الحكاية، ويحتج على جمود المفاهيم والأعراف.
"بح" للبحبوحة
انطلقت برمجة التعاونية الفنّيّة "بح" في عملين، وفي برمجتها مجموعة أعمال وورش تدريب بين بيروت والمناطق، سعيا وراء ثقافة مختلفة عن تسليع سائد وعن مركزية تمويل يفرض أعماله المعلّبة. وعن جرأة تسمية التعاونية يضحك هاشم عدنان ويقول "بح للبحبوحة، بح للمصاري، بح لأشياء تمسّكنا بها وفقدناها خلال احتجاجات 17 تشرين، بح لأشياء أردنا التمرّد عليها وبقيت رغماً عنا. أردنا في هذه التسمية أن نبدأ من الصفر أو من البح الذي علينا التكيف والاعتراف بوجوده من دون أن ينال من حركتنا وانتاجنا الفنّي والثقافي، الذي هو كل ما نملك، لنثبت حضورنا في بلد خرج ولم يعد".



وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top