ضريبة الدخل التي وردت في موازنة 2022 بتعديلاتها الجديدة، وصادق عليها غالبية النواب، و"هندسها" وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، وصفها آلاف الموظفين بـ"المجحفة جداً" وقرروا مواجهتها.تعتبر وزارة المال أن ضريبة الدخل الجديدة "عادلة" لأنها تراعي تراتبية المداخيل، وتفرض على أصحاب الرواتب بالدولار سداد ضريبة الدخل على أساس سعر منصة صيرفة، وعلى أصحاب الرواتب باللولار على أساس اللولار (أي 8000 ليرة للدولار حالياً)، وأصحاب الرواتب بالليرة يسددون الضريبة بالليرة. إلا أن آلية تطبيق ضريبة الدخل تخالف معايير العدالة الضريبية. إذ تصل فيها نسبة الاقتطاع من رواتب الموظفين الذين يتقاضون رواتبهم بالدولار إلى 25 في المئة.
وحسب الضريبة المعدلة حديثاً، ارتفعت قيمة التنزيل العائلي خمسة أضعاف، وقيمة الشطور الضريبية ثلاثة أضعاف، بالمقابل ارتفعت قيمة العملة التي سيتم استيفاء الضريبة على أساسها 20 ضعفاً، في حين تُحتسب تعويضات نهاية الخدمة على أساس 1500 ليرة للدولار حتى اللحظة. من هنا يبدأ الإجحاف الضريبي.كيفية احتساب الضريبةيتم احتساب ضريبة الدخل من خلال جمع المداخيل بالدولار على مدار عام كامل، يتم تحويلها إلى الليرة على أساس سعر منصة صيرفة. يُحسم منها قيمة التنزيل العائلي عن الفرد 37 مليوناً و500 ألف ليرة، وعن الزوجة إلى 12.5 مليون ليرة، وعن الولد الواحد 2.5 مليون ليرة لغاية 4 أولاد. وبعد الحسم يتم تحديد المبلغ المتبقي بأي شطر ضريبي يقع.
بمعنى أن الموظف الذي يتقاضى راتباً بقيمة 2500 دولار، كان يسدد سابقاً 2 في المئة ضريبة دخل، ويقع بالشطر الأول للضريبة. أما اليوم فيسدد الموظف نفسه 25 في المئة من راتبه كضريبة دخل، ويقع بالشطر السابع، أي الشطر الأعلى.
باختصار، تتعامل الضريبة الجديدة مع الموظف كالتجار وأصحاب الرساميل، فيسدد الموظف الضريبة نفسها، مع فارق أساسي هو أن التاجر يدفع ضريبة على أرباحه الصافية بعد حسم التكاليف والنفقات التشغيلية والصيانه وغيرها، أما الموظف فيسدد ضريبة الدخل على كامل مدخوله من دون حسم خساراته الجسدية والنفسية وسنوات حياته.
وأكثر من ذلك، فقد أقرت ضريبة الدخل الجديدة بمفعول رجعي من بداية العام 2022. أي ببساطة، تفرض الدولة على الموظفين سداد ضريبة عن 12 شهراً دفعة واحدة. وهو ما يعني أن الموظفين سيخسرون قرابة راتبين كاملين بداية العام المقبل.
طباعة المقال
ارسل إلى صديق
اضافة إلى المفضلة
حفظ الموضوع
