2024- 11 - 01   |   بحث في الموقع  
logo سلسلة غارات إسرائيلية على النبطية.. logo لا وقف قريباً لإطلاق النار ولا مفاوضات logo "ألاعيب" نتنياهو والتفاهمات الأميركية الإسرائيلية تُضمر حرباً طويلة logo أكسيوس: إيران تستعد لهجوم وشيك على إسرائيل.. من العراق logo محكمة باريس تُلغي قرار منع الشركات الإسرائيلية من "يورونيفال" logo حقيقة استقبال ميناء الإسكندرية لسفينة أسلحة إسرائيلية! logo إليكم أسباب تعيين أول حاكم عربي لمحافظة خوزستان الإيرانية logo قبل الانتخابات الأميركية... إيران تستعد لمهاجمة إسرائيل من العراق!
عام جديد بلا أفق..ولا مخرج من الطوابير
2022-12-30 20:26:09


يكاد يكون لبنان واحداً من بلدان قليلة تفتتح أعوامها كما تختتمها بالازمات، ويدور مواطنوها في حلقة مفرغة. دوامة لا خلاص فيها من طوابير الذل المتجددة، والاشتباكات السياسية المتواصلة. البلد عالق في توازناته السياسية، ومواطنوه عالقون في اختلافاتهم وهمومهم اليومية.. وليس هناك أبلغ من تكرار المشهد اليومي منذ مطلع العام، أمام محطات الوقود.
من الصعب الادلاء بتوقعات متصلة بتحسن الاحوال. لا سياسي قادراً على الادلاء بعهد، ولا مسؤول قادراً على الاعلان عن توقع. غياب المؤشرات تختصرها تغريدات ناشطين بعبارة: "تنعاد على الجميع بظروف أفضل". هو الظرف الذي بات أملاً، وليس قدراً يحتمل الحتمية. فمقاطع الفيديو المتداولة لطوابير الآليات أمام محطّات البنزين، تعكس حجم الهمة بين الأمل والواقع: مواطن يطمح لغد أفضل، وسلطة عاجزة عن تحقيق أي انجاز، وتاجر يقاتل للحفاظ على مكتبساته.
منذ مطلع العام، يتكرر الخطاب: موزعو المحروقات يطالبون، مصرف لبنان يعد، وزارة الطاقة ترمي الكرة في ملعب سواها، ومصارف تتحدث عن سقف، و"صيرفة تقف بين الجميع". من يتابع تفاعلات اللبنانيين بالأجواء الاحتفالية للسنة المقبلة، يكتشب ضبابية المشهد. مرّ العام 2022 كغيره من الأعوام الصاخبة في لبنان، والواضح أن المقبل يتشابه مع ما مضى.
تمّيز العام المقبل على نهايته، عن سابقاته، بحدّة أزماته الاقتصادية والاجتماعية على وجه الخصوص فضلاً عن الأزمات السياسية المُستمرة. لم تهدأ تفاعلات اللبنانيين خلال شهري كانون الثاني وشباط للمطالبة بتحصيل دواء السرطان وباقي أدوية العلاج المزمن.
مطلع شهر آذار، عادت أزمة المحروقات الى الواجهة وانتشرت مئات المواد التفاعلية من فيديوهات وصور لطوابير السيارات أمام محّطات الوقود، قبل أن تخمد تلك الحملات لصالح خلافات سياسية بين جمهور الخصوم والمتنافسين في الانتخابات النيابية، كما نشطت الماكينات الاعلامية وما تتضمن من مواقع وحسابات ووجوه اعلامية في التسويق للوعود الانتخابية الواهية في الوقت الذي كان يتعرّض المواطن اللبناني للذل في سبيل الحصول على رغيف الخبز.
هذا الانقسام، سينكرر هذا العام مع الاعلان عن الاستعدادا لدعوة الهيئات الناخبة للانتخابات المحليةى (البلدية والاختيارية)، لكن ليس واضحاً حتى الآن إذا كان ستخترقها أزمة خبز، كما حصل في العام الماضي في شهر نيسان/أبريل، بسبب قلة الطحين ورفض المطاحن تسليم الخبز بالسعر المعتمد، ما أدى إلى تشكل طوابير أمام الأفران، وانعكس غضباً شعبياً عارماً، ولم تحل الأزمة إلا بعد تدخل مصرف لبنان وفتح اعتمادات جديدة، ورفع وزارة الاقتصاد لسعر ربطة الخبز بشكل يرضي أصحاب الأفران، ليدفع المواطن اللبناني الثمن وحيداً مرة أخرى.
ومن جانب آخر لنتائج الأزمة تصدّر المنصّات الرقمية خطاباً عنصرياً تجاه اللاجئين السوريين وانتشرت الفيديوهات التي تظهرهم يتعرّضون للضرب أمام الأفران وفي الشهر نفسه كان الحديث عن قوارب الموت بعد الحادثة المأساوية التي شهدتها عاصمة الشمال "طرابلس" متصدراً أيضاً.
استمرت التفاعلات المرتبطة بالدعاية الانتخابية وما حملت معها من وعود وتعشيم للبنانيين من صور لسكك القطارات وبنى تحتية وكهرباء وغيرها.. استمرت تبعات نتائج الانتخابات النيابية خلال الشهر الذي بعده، من خلال النقاشات الرقمية أو الاشتباكات بين الخصوم وفي تعداد لأعداد النواب تحديداً في الشارع المسيحي، الأغلبية للتيار البرتقالي أم لا!
لم يسترح الشعب اللبناني من أزماته، ففي شهر حزيران/يونيو بدأت الأزمة الحادة التي ترتبط بإصدار جوازت السفر، إستمرّت الحملات الرقمية خلال أشهر للمطالبة بحل الأمر، وفي شهر أغسطس/آب ومع إقتراب الذكرى الثانية لانفجار مرفأ بيروت عادت مشهدية التفجير إلى الواجهة حيث احتلّت صور وفيديوهات انهيار الصوامع الناتجة عن سلسلة حرائق في المرفأ، وعادت المطالبات بالتحقيق ومحاسبة الفاعلين ونشط اللبنانيون في هذا الميدان. وفي شهر نفسه تفاعل اللبنانيون الغاضبون من وفاة الفنان جورج الراسي نتيجة حادث سير مروع، مُحتجين على الاهمال وغياب مؤسسات الدولة.
نهاية شهر سبتمبر/أيلول بدأ الحديث عن الشخصيات المُرشّحة لرئاسة الجمهورية قبيل انتهاء ولاية الرئيس عون، نشط الاعلام اللبناني وجزء من إعلامييه على منصّات التواصل الاجتماعي للترويج لبعض مرشحي المنظومة الحالية. هؤلاء أنفسهم كانوا رفعوا شعارات التغيير والثورة.
ومن جانب آخر اشتعلت الاحتجاجات في ايران على خلفية وفاة مهسا أميني، وبدأت التظاهرات في الشوراع الايرانية وتصدّرت التراندات العالمية، كما حصل سابقاً خلال الأزمة السورية، الجمهور الممانع إعتبرها قضيته ونظامه الذي يجب أن يدافع عنه ويثبت حضوراً رقمياً متفاعلاً موالياً لطهران. النشاط الرقمي لا يزال مستمراً حتّى الساعة: تخوين للمحتجين وحديث عن أجندات غربيّة. مشاهد سبق أن رأيناها وشاهدنا تفاعلاتها خلال الثورة السورية.
الثابت الوحيد على طول العام 2022 وحديث وسائل التواصل الاجتماعي، تغيّر سعر صرف الدولار لتكون التغريدة الأبرز: "لأول مرة يصل سعر صرف الدولار إلى..." وكأنها أول مرة.
ومع نهاية عام واستقبال عام جديد، انتهى العهد الرئاسي، لم يتوصّل الأفرقاء اللبنانيون لمرشح توافقي، في الوقت عينه حكومة لتصريف الأعمال. ينتظر اللبنانيون العام الجديد بوضع سياسي أسوأ بكثير من العام السابق. كل الآفات الاجتماعية والاقتصادية التي تصدّرت المشهد اللبناني حصلت في ظل ظروف سياسية أفضل مما نحن عليه الآن. نستقبل العام المقبل بلا رئيس ولا حكومة، ولا أفق لنهاية طوابير الذل، ولا التغيير السياسي المنشود.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top