تتراكم تخفيضات الوظائف في أرض التكنولوجيا، حيث تتكيف الشركات التي قادت السوق الصاعد لمدة 10 سنوات مع واقعٍ جديد. وتأتي عمليات التسريح في فترة تباطؤ النمو، وارتفاع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم، ومخاوف من ركودٍ محتمل هذا العام. وبعد أن تجاوزت التخفيضات رقم 52 ألف وظيفة قبل نحو شهرين، طالت عمليات التسريح هذا الشهر 151 شركة مختلفة، سنذكر لكم فيما يلي أبرزها.- غوغل Googleأرسل سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة "غوغل"، رسالة عبر البريد الإلكتروني يوم 21 كانون ثاني الجاري، يعلن فيها أنه من المقرر أن يبدأ على الفور تسريح 12 ألف عامل بالشركة في الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تتبع هذه الخطوة تخفيضات أيضاً في العديد من البلدان الأخرى، ولكنها ستستغرق وقتاً أطول بسبب القوانين المحلية لكل دولة.
الإعلان لم يكن مفاجئاً، حيث أجرت "غوغل" مؤخراً تغييرات على عملية مراجعة الأداء، ما يسهل على الموظفين الوقوع في فئة الأداء الضعيف ويصعّب عليهم العثور على طريقهم إلى فئة أفضل أداء.- أمازون Amazonتلقى الآلاف من موظفي "أمازون" يوم الأربعاء الفائت، رسالة عبر البريد الإلكتروني من الشركة تبلغهم أن مناصبهم قد "أُلغيت" بأثر فوري.
أثرت هذه الجولة الأخيرة من عمليات التسريح على ما يقرب من 18 ألف موظف، متجاوزةً رقم 10 آلاف الذي أعلنه الرئيس التنفيذي آندي جاسي في تشرين الثاني المنصرم. وبعد وقتٍ قصير من إرسال رسائل البريد الإلكتروني، تم إلغاء الوصول إلى أجهزة الكمبيوتر والمكاتب الخاصة بالعمل بالنسبة للعديد من هؤلاء الموظفين.- مايكروسوفت Microsoftأعلن ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، يوم 18 كانون الثاني الجاري، أن الشركة ستقلص قوتها العاملة بما مجموعه 10 آلاف موظف. ومع امتلاك الشركة إياها لقوة عاملة عالمية تبلغ حوالى 220 ألفاً، فإن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 5 في المئة تقريباً من إجمالي عدد موظفيها.
ستكشف "مايكروسوفت" الأسبوع المقبل عن تقرير أرباحها. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون النمو أقل بكثير مقارنة بالسنوات السابقة. ويتوقع بعض الخبراء أن التخفيض بنسبة 5 في المئة قد يشير إلى إمكانية تسريح المزيد من العمال في عام 2023.- سيلزفورس Salesforceأعلنت شركة البرمجيات السحابية العملاقة "سيلز فورس" هذا الشهر، عن خططها لخفض قوتها العاملة بنسبة 10 في المئة، بما يعادل 8000 موظف، إضافةً إلى تقليل مساحة المكاتب بسبب المخاوف الاقتصادية.
كما هي الحال مع شركات التكنولوجيا الأخرى، زادت إيرادات "سيلز فورس" بشكلٍ كبير خلال جائحة كورونا، حيث عمل المزيد من الناس من المنزل واعتمدوا بشكلٍ كبير على التكنولوجيا للعمل عن بعد. وذكر مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي المشارك للشركة، أن شركته ربما تكون قد وظفت بقوة خلال تلك الفترة، قائلاً في رسالة وجهها للموظفين "البيئة لا تزال صعبة، ويقوم عملاؤنا باتباع نهجٍ مدروس في قراراتهم الشرائية".- ستيتش فيكس Stitch Fixتمر خدمة التصميم الشخصي عبر الإنترنت "ستيتش فيكس" باضطرابٍ كبير، حيث أقالت هذا الشهر رئيسها التنفيذي وخفضت عدد الموظفين بنسبة 20 في المئة.
وطبعاً لم يكن هذا الإعلان مفاجئاً، بالنظر إلى النتائج المالية الأخيرة للشركة. إذ أعلنت العام الماضي أنها خسرت 200 ألف عميل نشط وتكبدت خسارة صافية قدرها 78 مليون دولار. وكانت هذه زيادة كبيرة عن الخسارة البالغة 18.8 مليون دولار التي تكبدتها في العام الذي سبقه.- كوين بايز Coinbaseكان قطاع العملات المشفرة من أكثر القطاعات تضرراً في التقلبات الأخيرة، ما جعل الشركات التي يُفترض أنها في مصاف الشركات الكبرى، تكافح، أو كما في حالة "FTX"، تتعرض للانهيار تماماً.
أداء "كوين بايز" التي تدير أكبر بورصة لبيتكوين وعملات رقمية أخرى، وتمتلك قيمة سوقية تبلغ نحو 100 مليار دولار في قائمة سوق الأوراق المالية، لم يكن بهذا السوء، لكنها ليست محصنة بأي حالٍ من الأحوال. فقد أعلن الرئيس التنفيذي للشركة بريان أرمسترونغ، في العاشر من كانون الثاني الجاري، أنه سيتم تسريح 950 موظفاً، كجزء من محاولة لخفض نفقات التشغيل بنسبة 25 في المئة.
وتأتي هذه التخفيضات في الوظائف بعد أن قامت "كوين بايز" بالفعل بتسريح 18 في المئة من قوتها العاملة في حزيران من العام الماضي.- منصة Crypto.comفي الأسبوع الماضي، أعلنت شركة أخرى ذات وزنٍ كبير في مجال العملة المشفرة عن تخفيضاتٍ كبيرة في قوتها العاملة، مع نشر موقع منصة تداول العملات المشفرة "Crypto.com" تفاصيل تخفيض بنسبة 20 في المئة في عدد الموظفين.
ونشر المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي كريس مارسزاليك على مدونة الشركة، قائلاً: "لقد نمت شركتنا بشكلٍ طموح في بداية عام 2022، بناءً على زخمنا المذهل ومواءمته مع مسار الصناعة الأوسع. وتغير هذا المسار بسرعة مع التقاء التطورات الاقتصادية السلبية".
وبذلك يصل العدد الإجمالي للموظفين الذين تم الاستغناء عنهم في هذه المنصة إلى حوالى 4 آلاف. وما يحدث حالياً هو الجولة الثانية من التخفيضات التي تم تنفيذها. ففي حزيران من العام الماضي، أعلنت المنصة عن تخفيض عدد الموظفين بنحو 260 موظفاً، تلى ذلك تسريح 2000 آخرين بين تموز وتشرين أول المنصرمين.شركات سرحت موظفيها أواخر العام الماضيإلى ذلك، هناك شركات عملاقة قد بدأت بالفعل بإجراءات تسريح الموظفين أواخر العام الماضي، إذ أعلنت "شركة ميتا Meta"، الشركة الأم لـ"فايسبوك"، عن أهم جولة تسريح للعمال على الإطلاق في تشرين الثاني المنصرم. وقالت الشركة إنها تخطط لإلغاء 13 في المئة من موظفيها، ما يعني استغناؤها عن أكثر من 11 ألف موظف.
وتزامن ذلك مع إعلان "شوبيفاي Shopify"، منصة التجارة الإلكترونية السحابية التي تستخدمها أكثر من 1.9 مليون شركة حول العالم، أنها استغنت عن ألف موظف، أي ما يعادل 10 في المئة من قوتها العاملة العالمية. وفي مذكرة إلى الموظفين، أقرّ الرئيس التنفيذي توبي لوتكي بأنه أخطأ في تقدير المدة التي ستستغرقها طفرة التجارة الإلكترونية التي تقودها جائحة كورونا، مضيفاً أن الشركة تتأثر بتراجع أوسع في الإنفاق عبر الإنترنت. وبذلك انخفض سعر سهمها بنسبة 78 في المئة في عام 2022.
حتى شركة "نيتفليكس Netflix"، الرائدة عالمياً في مجال تقديم خدمة البث الترفيهي، دخلت هذه الدوامة بتسريحها 450 موظفاً العام الماضي. يُضاف ذلك إلى استغناء إيلون ماسك عن 3700 موظف في "تويتر Twitter"، أي ما يقارب من نصف العاملين في الشركة، و6000 موظف في "تيسلا Tesla"، أي ما يعادل 10 في المئة من عدد الموظفين.