2024- 03 - 19   |   بحث في الموقع  
logo توتر مستمر.. إليكم آخر التّطورات على الحدود الجنوبيّة logo لبنان وفلسطين: إما انخراط عربي بالتسوية أو صفقة إيرانية-أميركية logo مقدمات نشرات الاخبار المسائية logo نتنياهو: إسرائيل لن تتخلى عن هدفها بانسحاب حزب الله logo في رفح... "الخارجية الأميركية" تؤكد: تل أبيب لن تشن أي عملية قبل التشاور معنا logo "تلك المرأة التي على يساري"... زلّات لسان بايدن تتكرر! logo سرقات وبلبلة في منطقة لبنانية logo الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على مستوطنين..اعتدوا على فلسطينيين
سوق شتورا السوداء: هل ينجح لجم الدولار بـ"الأمن"؟
2023-02-01 13:26:06


إذا كان سوق الصرّافين في شتورا يشكّل مؤشراً لحركة التداولات اليومية بالدولار "الأسود" على مستوى لبنان عموماً، فإنه من المفيد التوقف عند حالة الترقّب التي سادت في هذا السوق، خلال اليومين الماضيين، نتيجة لأكثر من عامل.الترقب والحذرفبين الكتاب الذي وجهه مطلع الأسبوع الجاري النائب العام التمييزي، القاضي غسان عويدات، إلى النائب العام المالي القاضي علي إبرهيم، طالباً تسطير استنابات قضائية فورية إلى أفراد الضابطة العدلية كافة "بغية إجراء التعقّبات والتحقيقات الأولية كافة، والعمل على توقيف الصرّافين والمضاربين على العملة الوطنية والتسبّب بانهيارها".. وبين الترقب الذي فرض على السوق إثر تريّث مصرف لبنان بتدخله فيه، إلى أن يتبين وقع البدء بتنفيذ سعر الدولار المصرفي الجديد، أي 15 ألف ليرة بدلاً من 8000 و12000 ليرة، سادت بأوساط الصرافين حالة من الترقب الشديد، تراجعت حدّتها في الساعات الماضية، مع استئناف البعض حركتهم، وإن بحذر. وبدا لافتاً أن عدداً من كبار الصرافين عمد إلى توسيع هامش الفرق بين بيع الدولار وشرائه، بقيمة ألف ليرة على الأقل، تداركاً لأي خضات غير متوقعة في السوق خلال الأيام المقبلة.
وهذه الاستراتيجية فرضها خصوصاً تراجع حركة المجموعات المخصصة لبيع وشراء الدولار عبر تطبيقات واتساب، والتي لم يكتف مديروها بتغيير أسمائها، بل جمّدوا عمليات طرح الشراء والبيع عبرها، ليتحوّل بعضها إلى مجموعات مشابهة لتلك التي لا تتبادل سوى التحيات الصباحية والمسائية.مجموعات الواتسابهكذا اكتشف صرافو شتورا الذين يعتمدون على هذه المجموعات لتحديد حركة السوق، أنهم باتوا أعضاء في مجموعات تحمل عناوين لا تمت بصلة لتجارتهم. كمثل مجموعة "تنويرة الحبايب"، و"الزعيم للرحلات"، و"حديد عتيق للبيع". ولم يتعرف الصرافون إلى هذه المجموعات إلا من خلال الرسائل التي تم تبادلها عبرها في السابق. علماً أن كل من هذه المجموعات تسمح للصرافين بالإطلاع بشكل واسع على حركة السوق، يتخطى حدود الساحة التي تشكل التجمع الأكبر لهم، ليتحول بعضها، وأحياناً أحدها فقط، إلى مصدر موثوق بالنسبة لهم.
والمجموعات المذكورة والتي تبدل اسمها تضم خليطاً من الصرافين والتجار وحتى الأفراد الذين يتاجرون بالعملة على حسابهم، فيشترون الدولار عندما يهبط سعره ويبيعونه عندما يرتفع، طمعاً بأرباح سريعة ومضمونة، ومن بينها أيضا مجموعة باتت تحمل تسمية "سوق لبنان للكشف". ويصفها الصرافون بأنها مجموعة "للمقامرة"، كونها لا تسدد المبالغ المستحقة عليهم إلا بعد أيام من إتمام الصفقة وبالسعر المتداول في يوم التسديد، سواء أكان أعلى من السعر الذي تمت فيه الصفقة أو أدنى منه.أسماء الوسطاءولكن هناك بالمقابل مجموعات تضم فقط الصرافين. كمجموعة تسمى حالياً "لبنان"، وقد أوقفت نشاطها كلياً بعد كتاب القاضي عويدات الذي شمل الصرافين بكتابه حول التعقبات، قبل أن تعود وتستأنف نشاطها صباح الأربعاء مع عودة الدولار للارتفاع مجدداً. ووفقاً للمعلومات، فإن هذه المجموعة هي من أكثر المجموعات الموثوقة بالنسبة للصرافين، كونها تضم صرافين من مختلف أنحاء لبنان. وهؤلاء يشكلون الركيزة التي يعتمد عليها في عمليات التداول الكبيرة التي تؤثر مباشرة على حركة السوق، وعلى سعر صرف الدولار، ويتحكم فيها بالإجمال العرض والطلب المقدم عبر وسطاء مصرف لبنان.
ويسمي الصرافون في هذا المجال ثلاثة وسطاء، هم إلى جانب حسن مقلد -الذي ذاع صيته في الأيام الماضية بسبب العقوبات التي فرضتها على شركته الخزانة الأميركية- هناك الوسيط علي. ن. وهو وفقاً لتأكيدات الصرافين صلة الوصل الأساسية بينهم وبين مصرف لبنان، وهو وسيط معتمد من قبل معظم صرافي شتورا. وكان قد عرض الدولار عبر أحد المجموعات ليل الثلاثاء، ليتبين أن العرض لم يكن واقعياً. وهذا برأي الصرافين ما جعل السوق ينخفض لساعات قبل أن يعاود ارتفاعه مجددا بدءاً من مساء الثلاثاء. أما الوسيط الثالث فهو من صيدا، ويدعى حسن. م. وهو ممن يشكلون بالنسبة للصرافين مصدراً رئيسياً للنسخة الأخيرة من فئة المئة ألف ليرة، بطبعتها الصادرة منذ بداية شهر كانون الأول. والتي لم يتنبه الصرافون إلى طرحها بالسوق إلّا عندما عجزت عداداتهم عن قراءتها من دون إجراء تعديلات في أنظمتها. معتبرين ذلك دليلاً قاطعاً على كون مصرف لبنان المضارب الأول في سوق الدولار الأسود، وأنه وحده من يتحكم بسعره صعوداً ونزولاً. ولذلك تجده ينخفض عندما يمتص مصرف لبنان جزءاً من الليرات التي ضخها عارضاً للدولار، ويرتفع عندما يبدأ بشراء الدولار وبكميات كبيرة. أما عمليات التبادل الأخرى -وفقاً للصرافين- فهي مهما كبر حجمها، لا تؤثر في السوق إلا حسب كميات العرض والطلب.دور مصرف لبنانوهذا التناغم بين صرافي شتورا وكبار التجار والوسطاء المذكورين، يشكّل أحد الدعائم الأساسية التي تجعل ساحة تجمعهم أبرز محطة يتم تبادل الدولار فيها، حيث يروى عن كميات من العملة اللبنانية تصل بأقفاص الخضار في ساعات المساء، بعد أن تكون الدولارات قد حوّلت إلى الوسطاء المذكورين سابقاً، لأن مصرف لبنان، وفقهم، لا يرسل الليرات اللبنانية إلّا بعد تسلمه الدولارات أولاً.
علماً أن سوق شتورا مفتوح على كافة أنواع التجارة الشرعية وغير الشرعية بالعملة. وإذا كان جزء كبير من محلات الصرافة مرخصاً، فإن واحداً منهم فقط مصنف فئة أولى. ويوازيهم أيضاً الصرافون المتجولون. وهؤلاء وإن كانت تداولاتهم لا تتسبب بمضاربات كبيرة، خصوصاً أن كمية الأموال التي يتداولونها تبقى محدودة، تواروا عن الأنظار في اليومين الماضيين، فتأثرت حركة محلات الصرافة جزئياً بتراجع حركتهم، كونهم -وفقاً للصرافين- يلجأون في معظم الأحيان للتعاون معهم.. بانتظار ما ستظهره الأيام المقبلة من جدية في محاولة لجم الدولار بالأمن والتعقبات القضائية، إذا لم يكن لجمه بالسياسة أو بتدابير اقتصادية جذرية متاحاً في المرحلة الحالية.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top