2024- 04 - 26   |   بحث في الموقع  
logo لبنان حائر بملف اللجوء السوري: العودة لخطة شرف الدين! logo لغة حماس "تتغيّر": وقف الحرب بـ1701 واتفاقية الهدنة للبنان logo الجيش يوقف 3 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة logo بن غفير يرفض السماح بزيارات للمعتقلين الفلسطينيين:يضرّ بالمفاوضات logo "الجيش الوطني"يطلق سراح قائد"فرقة المعتصم"..ويلاحق من عزله logo فوز الرياضي على غوركان الايراني في سلة “وصل” logo مشروعان لتنظيم البث التلفزيوني المدفوع بلبنان:ما الفارق بينIPTV وOTT؟ logo بعد مرور 6 أشهر... تقريرٌ فرنسي يظهر انقسام الرأي العام الإسرائيلي بشأن حرب غزة
البحث عن سبب لزلزال سوريا
2023-02-06 17:26:18

بعيداً من الشعور بالعجز أو تذكر معناه، وإلى جانب اليقين بأن سوريا بلد مازال قادراً على تصدير الكوارث، رغم صعوبة ذلك عطفاً على أن الدولة شهدت طوال 12 عاماً مأساة إنسانية قد تكون الأفجع منذ الحرب العالمية الثانية، فإن الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وجارتها تركيا، أحيا أسئلة عبثية حول سبب المصائب التي تلاحق السوريين أينما كانوا. أهي لعنة من نوع ما؟ أم حظ عاثر أم قدر أحمق الخطى أم إرادة ربانية أم غيرها من الكلمات الطنانة التي لا تحمل معنى محدداً.
ولا سبب محدداً للزلزال طبعاً سوى الانزلاقات في طبقات القشرة الأرضية، لأن المنطقة أصلاً منطقة نشطة زلزالياً وتتحرك فيها الصفائح التكتونية بشكل تصادمي حسبما أفاد خبراء بعد وقوع الزلزال، فجر الاثنين. كما أن الزلزال نفسه كان متوقعاً من طرف خبراء هولنديين حذروا من وقوعه قبل أيام من دون أن يستمع إليهم أحد. لكن غياب أي معرفة جيولوجية بسيطة يجعل طروحات من باب أن الزلزال كان عقوبة إلهية بسبب تراكم الخطايا والذنوب أو نوعاً من التحذير بشأن يوم القيامة الذي اقترب أوانه، رائجة، إلى جانب مجرد التفكير بأن الزلزال وكوارث أخرى قادمة، هي جزء من قدر السوريين الحالي والحزين، انطلاقاً من رؤية نمطية للسوريين كلاجئين فقراء يغرقون في البحار وينامون في الشوارع ويتهجرون من بقعة إلى بعقة، وذلك بعيداً من أي معتقدات دينية.تنطلق هذه الأسئلة والطروحات من فهم غير علمي للعالم والطبيعة. لأنه وفق المنظور الديني السائد، والذي تتم تربية الأطفال عليه منذ سن نعومة أظفارهم، فإن الإله المفترض أن يتحكم في الكون هو إله واع وعلى اتصال مباشر بالبشر كأفراد ومجموعات. وهو كيان أعلى شأناً يفترض أن يحمي من يؤمن به من المصائب ويوجهها نحو جموع الأعداء، لكن ذلك لا يحدث أبداً لأن الكارثة الطبيعية عندما تحصل لا تفرق بين مؤمن وملحد وبين مسلم ومسيحي وبين عربي وأجنبي. ولا تفرق بين إنسان وكائنات أخرى. بل تضرب الجميع في وقت واحد وبسرعة.والطبيعة نفسها ليست قوة واعية بقدر ما هي شيء يحدث فقط من حولنا من دون سبب ومن دون نتيجة مبتغاة. وفيما تتواجد قوانين فيزيائية وكيميائية راسخة تحدث بوتيرة مستمرة، إلا أن ظهورها وانتهاءها ليس أكثر من صدف عشوائية أحياناً. ويجادل علماء وباحثون في الفيزياء الكمية والبيولوجيا بأن الحياة نفسها هي شكل من أشكال العشوائية التي تتحدى النظام السائد في الكون "الميت" من حولها.
ولعل تقبل تلك العشوائية واليقين بأن الأمور السيئة تحدث لأي شخص، يجعل تجاوزها أسهل على الناجين منها. لكن المخيف حقاً ان تلك الكوارث والمصائب تستغل في الدين والسياسة لأغراض أخرى، حيث يصبح البلاء امتحاناً من الإله الذي يرغب في اختبار عبيده المخلصين لغربلتهم من أولئك المنافقين. وتُبنى على ذلك المنطق دعاية سياسية كاملة في دول يكون فيها الدين أداة للتحكم في الأفراد من قبل السلطة، مثل سوريا الأسد، وتفيد بأن على الأفراد السكوت عما يجري من حولهم من انهيار اقتصادي وخدمي لأن ذلك الانهيار ليس عاماً بقدر ما هو مصيبة فردية وقدر من الله يبتلي به المؤمنين. وتصبح الشكوى والمطالبة بالحقوق الأساسية خطيئة لا يحاسب عليها النظام بقسوة فقط، بل تطاول صاحبها عقوبة بعد الموت أيضاً. كما أن المصائب والكوارث المختلفة، بما في ذلك الزلزال، تُفسر على انها عقوبة عاجلة على تلك التجاوزات.وفيما يبدو للوهلة الأولى أنه لا يمكن للموالين هذه المرة تحميل المعارضين لوم ما حصل من كارثة طبيعية، مثلما لا يمكن للمعارضين توجيه أصابع الاتهام لجيش النظام وحلفائه بالكارثة الإنسانية، فإن المفارقة أن اللوم بقي حاضراً بينهما على ذلك العنف المستمر والمتبادل، بغض النظر عن مدى حجمه، حيث بدا الزلزال مدخلاً لتذكر مشاهد القصف والخوف وسنوات الحرب التي هدأت من دون أن تتوقف فعلاً. وتجاوز ذلك تذكر الماضي نحو القول أن الزلزال نفسه كان جزاء على ما اقترفه الطرف الآخر من ذنوب منذ العام 2011، أي الوقوف إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد بوصفه قائداً مخلّصاً وحكيماً، أو الثورة عليه بوصفه ديكتاتوراً وطاغية.
وكأن قدر السوريين هو الموت سواء من الحرب او من البرد والجوع وحالياً الزلازل لم يعد الشعب السوي يحتمل المزيد من الألم


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top