2024- 04 - 23   |   بحث في الموقع  
logo حبشي: الأزمة تستوجب تضافر الجهود logo هل يتم التمديد للبلديات الخميس؟ logo تجدد والجمهورية القوية وتحالف التغيير و الكتائب وحشيمي: لن نُشارك في جلسة الخميس logo الضفة:8430معتقلاً..والأسرى يواجهون أعلى مستويات التوحش الاسرائيلي logo تدابير سير مساء اليوم ..احذروا هذه الطريق logo شعور بالذعر... إسرائيل "تعترف" باستخراج جثث دفنت داخل مجمع ناصر! logo بشأن تأجيل الانتخابات البلدية... "المعارضة" تعلن موقفها! logo قتيل نتيجة حادث تصادم على طريق المصنع!
الفساد في الجيشين الروسي والأوكراني
2023-02-07 07:56:23


الفساد رفيق ملازم لظهور الدولة في المجتمعات البشرية في مختلف مراحل تطورها ــــــ من العبودية، الإقطاعية، وصولاً للرأسمالية المتقدمة الحالية بما فيها رأسمالية الدولة كما في الصين. لكن الشكل الإشتراكي لتنظيم الدولة الذي يفترض الملكية العامة لوسائل الإنتاج والتوزيع العادل لحصيلته، لم تعرفه المجتمعات البشرية حتى الآن، وإن كانت إدعته البلشفية الروسية بمختلف تجلياتها، والتي رافقها فساد إعتبره البعض مكوناً عضوياً لهذا الشكل الهجين من الدولة. والفساد في تعريفه الأكاديمي يختلف عن النهب، من حيث أنه تحلل أخلاقي يتيح إستخدام السلطة الرسمية لتلقى الرشاوى و"الهدايا"، في حين أن النهب هو حيازة غير مشروعة لملكية آخر خاصة.
الحديث عن الفساد في روسيا وأوكرانيا ليس جديداً، لكن الحرب على مر التاريخ تشكل أرضاً خصبة لإزدهار الفساد، خاصة في تموين القوات ومدها بالسلاح. وقبل أن يصل فلاديمير زيلينسكي إلى سدة الرئاسة، كان يكرس مسرحه الساخر "الحي 95" لتشريح الفساد الضارب جذوره في أعماق المجتمع الأوكراني ــــ أحد المجتمعات التي تناسلت من المجتمع السوفياتي بعد إنتكاسة سلطته البلشفية العام 1991، والتي سرعان ما عادت وواصلت مسارها في روسيا بوتين اليوم. والحديث عن الفساد في الجيش الروسي ليس جديداً أيضاً، بل هو جزء من الحديث عن الفساد العميم في المجتمع الروسي ـــــ الوريث الشرعي والرئيسي للمجتمع البلشفي. لكن الجديد هو الحديث عن الفساد في الجيش الأوكراني الذي اشتد عوده بعد العام 2014 في التواصل والتعاون التنظيمي، وحالياً التدريبي والتجهيزي، مع الجيوش الغربية والشفافية التي تحكمها.
موقع الأسبوعية الأوكرانية ZN نقل في 26 المنصرم عن Bloomberg عنوان نصه "موجة فضائح الفساد في أوكرانيا هي علامة صحية". يقدم الموقع للنص بالقول أنه، وعلى الرغم من الظروف العصيبة، تُبقي الصحافة الأوكرانية المستقلة المسؤولين تحت عدسة المجهر، وهذا ما لا يحدث في روسيا فلاديمير بوتين.
أواخر الشهر المنصرم بثت قناة تلفزة عربية تقريراً تحدثت فيه عن الأنباء التي إنتشرت في الأيام الأخيرة عن موجة الفساد في دوائر وزارة الدفاع الأوكرانية. وعلى الأثر سارعت مواقع إعلام روسية موالية لنقل التقرير وتجيير جميع وسائل الإعلام العربية للقناة تلك، بغض النظر عن أهميتها، حيث عنونت نصوصها: "وسائل الإعلام العربية تتحدث...".
لكن موقع صحيفة RG الناطقة بإسم الحكومة الروسية نشر آخر الشهر المنصرم نصاً لم يجير فيه للقناة كل الإعلام العربي، بل قال بأن تقرير القناة تحدث عن الفساد في أوكرانيا، والمتورط فيه الرئيس فلاديمير زيلينسكي أيضاً. ونقل عن التقرير قوله بأن زيلينسكي، ومنذ العام 2012، كان يستفيد من عدد من الشركات الأجنبية التي يديرها مع أصدقائه. وبمساعدة هذه الشركات إقتنى زيلينسكي مع أصدقائه عقارات في لندن، وارتبط بعلاقات فساد مع إبن الرئيس الأميركي هانتر بايدن.
موقع روسي آخر eadaily ذهب أبعد من الصحيفة الرسمية ونشر في 4 الجاري نصاً بعنوان "فساد في الجيش ومشاحنات بين القادة العسكريين: أوكرانيا (الدولة) تكف عن العمل". قال الموقع أنه بعد فضيحة الفساد على مستوى رفيع في وزارة الدفاع الأوكرانية المتعلقة بشراء الطعام لمقاتلي الجيش الأوكراني، بدأ رئيس أوكرانيا عملية تطهير واسعة وسط الكادرات. وتتطور هذه العملية حالياً إلى نزاع بين مكتب الرئيس الأوكراني ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش ووزير الدفاع. ويذكر الموقع بما أصبح شائعاً من أن النيابة العامة الأوكرانية إتهمت بالفساد نائب وزير الدفاع المستقيل منذ أسبوع ونائب مدير قسم المشتريات في الوزارة.
تجدر الإشارة إلى أن موقع برنامج الأخبار المسائية في التلفزة الرسمية الأوكرانية tsn الذي يبث بالروسية لسكان القرم والدونباس، وقبل أيام (27 الماضي) من بث تقرير قناة التلفزة العربية، نشر تحذيراً من المخابرات الأوكرانية من أن روسيا تعد "عملية خاصة" لتشويه صورة القيادة الأوكرانية. ونقل الموقع عن الخدمة الإعلامية في المخابرات قولها بأن الهدف من "العملية الإعلامية الخاصة" هو زرع عدم الثقة بالقدرات الدفاعية بين المواطنين الأوكرانيين والشركاء الدوليين. ووفقًا لأجهزة المخابرات الروسية، يجب أن يؤدي هذا إلى عدم الاستقرار السياسي داخل أوكرانيا وتخفيض الثقة بها من قبل التحالف الدولي المناهض لبوتين.
من جانب آخر، يقول الموقع أن البيت الأبيض صرح بأن الفساد المحتمل في أوكرانيا لم يمس ميزانية الدعم الأميركي. وينقل عن جون كيربي قوله بأن ليس لدى الولايات المتحدة أي تأكيدات بأن الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا قد يتاذى من عمليات الفساد في الدولة الأوكرانية.
وعن الفساد في الجيش الروسي نشر في 26 تشرين الأول /أوكنوبر المنصرم موقع قناة التلفزة الأميركية current times التي تبث بالروسية من براغ نصاً بعنوان من شهادة جندي روسي "البوط قديم، المعطف الواقي من المطر سوفياتي، القبعة الشيطان يعرف من أي سنة. لماذا لم توقف الحرب في أوكرانيا الفساد في الجيش الروسي". ينقل الموقع عن Bloomberg قولها أن الميزانية الإجمالية للإنفاق على الجيش الروسي في السنة المنصرمة وصلت إلى 100 مليار دولار تقريباً، حوالي 70% من هذا المبلغ أُنفقت على التسليح، ويبقى غير معروفً المبلغ الذي أنفق على كساء العسكريين الروس. لكنه معروف أنه في مطلع تشرين الأول/اوكتوبر المنصرم ألقيت على المناطق مسؤولية الإنفاق على التموين.
ليس من النادر أن يتعين على الأهل التجهيز الضروري للمجندين الجدد، وهو ما تحدث عنه هؤلاء أنفسهم. وفي بعض الحالات يتعين على المجندين الجدد أن يرضوا بالمخزون من الزمن السوفياتي.
موقع ""الوكالة الدولية للسياسة الحالية" occrp المرتبطة بمجلس النواب الروسي (الدوما)، والتي تمول الساسة الأوروبيين"على الأقل منذ العام 2016" لتشريع غزو القرم، نشر في 8 نيسان/أبريل العام المنصرم تقريراً مطولاً بعنوان "الحليف الموثوق. كيف يمكن للفساد في الجيش الروسي أن ينقذ أوكرانيا".
قال التقرير في مقدمته بأن الجيش الروسي، وحتى بداية الحرب في أوكرانيا، كان يعتبر أحد أقوى جيوش العالم. ويذكر كلام الصحيفة بالنكتة التي شاعت في مطلع الحرب الأوكرانية والإنتكاسات التي مني بها الجيش الروسي على الفور، والتي تقول بأنه تبين أن الجيش الروسي هو "اقوى ثاني جيش في أوكرانيا".
يتساءل الموقع كيف حصل أن أكبر آلة عسكرية في العالم وقعت في مستنقع"حرب صغيرة مظفرة" في أوكرانيا المجاورة؟ مصادر تشير إلى أنه جرى تضليل الرئيس بوتين، سواء في مرحلة الإعداد للعملية، أو أثناء تنفيذها. مصادر أخرى تشير إلى أن الجنود وصغار الضباط لم يكونوا مهيأين للعمليات القتالية الحقيقية، وذلك لإبقاء كل الإستعدادات في سرية مطبقة.
هذه العوامل يشير إليها أيضاً الخبراء والعسكريون الذين قابلتهم الوكالة. لكن هؤلاء يقولون بأن السبب الرئيسي هو الفساد "بالمعنى الواسع للكلمة". الأمر لا يتعلق فقط بأنهم في الجيش يسرقون الآليات،الوقود أو الملابس، فالمعطيات عن إعادة تسليح الجيش والإنفاق عليه ليست شفافة وتثير الأسئلة لدى الخبراء. ولا تثير أسئلة أقل مسألة إعداد العسكريين، سواء في وقت السلم، او أثناء "العمليات الخاصة" في أوكرانيا وسوريا. الفساد يدمر طرق التموين، إمدادات الوقود والذخائر ليس أقل من ألغام العدو. ولا تساعد في الحرب الروح المعنوية المنخفضة وتدخلات علاقات القربى.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top