2024- 04 - 25   |   بحث في الموقع  
logo ما جديد قضية الطفلة صوفي مشلب؟ logo بري التقى في مكتبه في المجلس كتلة “الاعتدال الوطني” logo منصوري المتفرج على جرائم سلفه يطالب القضاء بالمحاسبة! logo السويداء:مجموعات محلية تحتجز ضباطاً للنظام..حتى اطلاق طالب معتقل logo إسرائيل تقر بفشل حملتها على الأونروا..واحتمال عودة الدعم الأميركي-البريطاني logo رد فعل إسرائيل المحدود على الهجوم الإيراني: دوافعه وأهدافه logo تعرّض للضرب المبرح في وضح النهار logo وقفة لتجمع اعالي شهداء انفجار مرفأ بيروت عقب الجلسة التشريعية
مصر والسعودية... إدارة التلاسن
2023-02-08 11:26:53

للحروب الكلامية بين مصر والسعودية تاريخ طويل، في المعايرة بالماضي بعضها، وفي الحاضر وتبدلاته بعض آخر أكثر حضوراً وثقلاً. الصدام الأيديولوجي بين مصر الناصرية والمملكة، أو ما تم تصويره كمعركة بين الجمهوريات التقدمية والرجعية، صار حرب استنزاف أولى دارت رحاها في اليمن، وبدرجات أخف في مواقع أخرى. إلا أن تلك الصدامات لم تأخذ شكل قطيعة كاملة أبداً. ولو حدث فلم تكن لها صفة الاستمرارية، ظلت مؤقتة وعابرة، وعنوانها الأبرز الملاسنات المتبادلة، مباشرة بالتصريحات الرسمية أو في الأغلب بالنيابة عبر وسائل الإعلام.
بين حربي أكتوبر وغزو الكويت، اثبت الطرفان أحدهما للآخر، وبالأحرى الواحد لنفسه، الحاجة المتبادلة. لم يكن حظر النفط بقيادة سعودية في العام 1973، مجرد ورقة ضغط اقتصادية في لعبة الحرب على جبهات الطوق العربي مع إسرائيل، بل صدمة عالمية غيرت شكل الاقتصاد العالمي بشكل جذري، ولصالح الدول المنتجة للنفط بشكل غير متوقع. اليوم، كما في الماضي، ما زال الخلاف قائماً حول الطرف الذي حصد فوائد صدمة النفط، القاهرة أم الرياض، والتباس الإجابة كاشف بما يكفي عن طبيعة العلاقة بين البلدين.موازين القوى تتبدل، وعلى كفاتها المتأرجحة تتساوى المسافات بين التحالف والخصومة. فالمنطقة تمور بهشاشة أنظمتها الحاكمة ومؤسسات دولها التي، على الرغم من تاريخها المتخيل الطويل، هي حديثة جداً وغير راسخة بعد. مؤخراً، عادت الملاسنات. من الرياض، تصريحات مقتضبة على ألسنة مسؤولين سعوديين، إشارات متحفظة وبلغة دبلوماسية تشير إلى نفاد الصبر مع "الأصدقاء"، مستقبلاً لا مساعدات من دون شروط أو مطالبات، التلميح إلى العبء المصري يسهل تبيّنه. من دوائر قريبة من مركز القرار السعودي، تصدر التغريدات شبه الرسمية، النقد ينصب مباشرة على الجيش المصري وهيمنته في السياسة والاقتصاد.لا تنجر القاهرة إلى التعليق رسمياً، لكن الصحافة الرسمية تنطلق بمعايرات الماضي المصوبة تجاه السعوديين، الموصوفين بـ"العراة" و"الحفاة"، قبل أن تعود الجريدة للاعتذار. تمتد المشاحنة سريعاً إلى الغرف الأمامية للإعلام المصري المحسوب على النظام. يُهاجَم عمرو أديب من أقرانه، بوصفه موالياً للرياض وتابعاً لـ"أجندتها". بالفعل يعمل أديب في محطة سعودية، لكن برنامجه ينطلق من القاهرة وبخطاب يخدم نظامها، هكذا تنزاح سريعاً الولاءات وتُرفع أصابع الاتهام الجاهزة دائماً للتصويب ضد نفسها.اللافت هو كيف تنتقل المشاحنة غير الرسمية بين البلدين، إلى اتهامات متبادلة بالخيانة بين إعلاميين مصريين. من البداية، تدور المنازعة على أرضية مصرية بالكامل، تلميحات تمس رشادة الحكم في مصر وأولويات النظام الاقتصادية، بل وأحكام تاريخية على الدور المركزي للجيش في الدولة، ويتم ذلك بلغة تستعير جل مفرداتها من خطاب المعارضة المحلية. سريعاً تتبدى الهشاشة المصرية في لعبة التراشق العلني، اعتذار لاحق وسريع مع انكفاء إعلامي على المشاحنات الداخلية.بالطبع ليست هذه مقدمة لقطيعة ولا حتى جفاء عابر، بل هو على الأرجح مسار موازٍ، لشدٍّ وجذب بين العاصمتين، يدار فيها التلاسن المتبادل كاستعراض للأدوات الإعلامية في يد الجانب السعودي، أو حافز لترتيب البيت من الداخل المصري. ومع هذا، فالتوتر في العلاقات ليس خافياً. تلكؤ القاهرة في تسليم جزيرتي تيران وصنافير، استدعى توبيخاً أميركياً، لعدم وفاء الجانب المصري بتعهداته السابقة وتعطيله ترتيبات على مستوى إقليمي. لا تحصل القاهرة على ما تتمناه من مساعدة سعودية في أزمتها الاقتصادية المتفاقمة. أما الرياض، فتُعرب، المرة بعد الأخرى، عن تذمرها من انتظار مصري لدعم غير مشروط. خلال العامين المقبلين، تتجهز القاهرة لبيع حصة من الأصول المملوكة للدولة تقدر ببضعة مليارات من الدولارات إلى العواصم الخليجية، ولعل التوتر العلني الحالي ليس سوى أحد مسارات التفاوض، على شروط البيع. تسعى الرياض لتعظيم مكاسبها، والقاهرة لشراء بعض من الوقت الموشك على النفاد.


وكالات



ملاحظة : نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات. إن كل ما ينشر من مقالات وأخبار ونشاطات وتعليقات، لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع الذي لا يتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة من جرّائها.


التعليقات

لارسال تعليق يرجى تعبئة الحقول الإلزامية التالية

الاسم الكامل: اختياري *الرسالة : مطلوب

 البريد الالكتروني : اختياري

 الدولة : اختياري

 عنوان الرسالة : اختياري

 



INN LEBANON

اشترك و أضف بريدك لتلقي الأخبار

تابعونا على مواقع التواصل الاجتماعية
INN LEBANON ALL RIGHTS RESERVED 2024
top