رأت صحيفة “الغارديان” البريطانيّة، في مقال تحليلي حول هجوم نيس، أنّ “الهجوم يُعدّ تحدّيًا خطيرًا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد وَعد بشنّ حملة على ما وصفه بـ”التطرّف الإسلامي”، تشمل إغلاق مساجد ومؤسّسات أُخرى متّهمة بالتحريض على التشدّد والعنف”، مشيرةً إلى أنّ “ماكرون قال إنّ فرنسا تخوض حربًا وجوديّة ضدّ العقائد الإسلاميّة المتطرّفة والنزعة الانفصاليّة”.
وذكرت سلسلةً من الهجمات الّتي وقعت يوم أمس، “مِن بينها حادث طعن خارج مبنى القنصلية الفرنسية في السعودية، ومحاولة هجوم من رجل مسلّح بسكّين على رجال الشرطة في مدينة أفيغنون الفرنسيّة”، لافتةً إلى “مِن المستبعد أن تكون تلك الهجمات جزءًا من حملة منسّقة من قِبل جماعة كبيرة، وإنّما هي ردود على بعضها البعض واستجابة للأجواء المحمومة الّتي تخلقها الخطابات الغاضبة لبعض القادة في العالم الإسلامي على إعادة تأكيد ماكرون على المبادئ العلمانيّة لفرنسا”.
وركّزت الصحيفة، في المقال، على أنّ “العنف الحالي سيكون، بلا شكّ، مبعث سرور لتنظيمَي “داعش” و”القاعدة”، اللذين يسعيان للحفاظ على وجودهما في عالم الجماعات المتشدّدة، الّذي يتطوّر بسرعة ويشهد منافسة قويّة، وذلك من خلال الادعاء بأنّهما على الأقل ألهما الهجمات في أوروبا”. ونقلت عن مسؤولين أوروبيّين قولهم إنّ “المتشدّدين في أوروبا يعملون حاليًّا من خلال شبكات تفتقد إلى التنظيم، وهي مندمجة في محيط أوسع من التشدّد الإسلامي، ويمكنها العمل كقناة تؤدّي إلى العمل الإرهابي”.
وأوضحت أنّ “هذه الشبكات محليّة الطابع وليست لها صلات تنظيميّة بجماعات أكبر كتنظيم “داعش” أو “القاعدة”، مبيّنةً أنّ “قلّة الاهتمام الّتي أبداها الغرب بالتشدّد الإسلامي مؤخّرًا هي أمر مفهوم، بالنظر إلى أنّ الوفيات في أوروبا من جرّاء كلّ أشكال الإرهاب انخفضت بنسبة 70% العام الماضي، وأنّ الدول الغربية سجّلت أقل عدد للحوادث الإرهابيّة منذ 2012”.