ليس مهماً بالنسبة للبنان والدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط والخليج من سيكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب أو جو بايدن بنتيجة الإنتخابات الرئاسية التي إختُتمت في الثالث من تشرين الثاني الحالي، طالما أن القرار الأخير في القضايا التي تهم هذا القسم من الكرة الأرضية سيكون لرئيس الوزراء في الدولة اليهودية، بالرغم من عظمة أميركا وجبروتها العسكري والإمكانات التي لديها في فرض العقوبات على هذه الدولة أو تلك على كامل مساحة الكرة الأرضية.
فها هي فلسطين التي عَقَدت العديد من الإتفاقات مع الإحتلال برعاية أميركية إبتداء من أوسلو تجد نفسها تخسر يومياً الأراضي بحجة بناء المستوطنات، والسلطة نتيجة عدم نية تل ابيب بالوصول إلى دولة فلسطينية كاملة المعالم. فيما أميركا والغرب لا يحركان ساكنا وآخر همومهما ماذا سيحصل.
مصر التي كانت أول دولة عربية تقيم معاهدة سلام مع إسرائيل ووعدت من قبل أميركا بالمن والسلوى والبحبوحة لشعبها ما زالت تسعى وراء تلك الوعود، بسبب شروط إسرائيل التي تخشى ان تعود مصر يوماً إلى سابق عهدها. ولذلك هناك جهود جبارة مخفية تُبذل من أجل إلهائها بهذا الإرهاب أو ذاك السد.
والمملكة الأردنية الهاشمية التي كانت ثاني دولة توقع السلام مع اسرائيل ما زال سيف “الوطن البديل” مُسلط فوق تاجها، وغور الأردن هو إحدى المناطق التي يسيل لها اللعاب الإسرائيلي.
سوريا التي تعرضت لحرب كونية من أجل تدمير كل مقوماتها لإنها محور الصمود والتصدي للعدو الإسرائيلي ما زالت تتعرض للعقوبات والضغوط الأميركية من اجل دفعها إلى تجرّع الرغبات الصهيونية.
الدول العربية التي إرتأت التوجه نحو التطبيع مع عدو لا يستكين، بمحفزات عالية السقف من إدارة أميركية مرحلية وجدت نفسها في مأزق لأن رئيس الوزراء الاسرائيلي سارع “قبل صياح الديك” إلى وضع الشروط بإبقاء التفوق للكيان اليهودي، ورفض محوري للوعود الأميركية.
أما لبنان الذي يعتبره الكيان الصهيوني ” الرأس الهادي” لكل تصويباته نظراً لما شكّل له من أوجاع رأس. وإخفاق “العم سام” في تطويعه. فأي إدارة أميركية لن تراه الاّ من خلال منظورين لا ثالث لهما. الأول: السعي لنزع السلاح الدقيق لحزب الله، والثاني: مخزون النفط والغاز في البحر المتوسط. وكل ما عدا ذلك ليس في الحسابات، وهذه السياسة تنطبق على أداء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وبالتالي فإن سياسة الدولة الأميركية العميقة لا يعنيها الاّ ما يخدم التوجه الإسرائيلي. ومن هنا إن فاز ترامب أو بايدن ستبقى التوجهات هي نفسها بالنسبة للبنان. ومن يظن غير ذلك عليه أن يستوضح ممن بنوا مستقبلهم السياسي على هذه الإدارة الأميركية أو تلك!.