متغيّران للرئاسة... وجعجع يذرّ الرماد في عيون البلديات!
حوّل التقصير الحكومي والإزدواجية لدى بعض القوى السياسية المزايدة، مسار الإنتخابات البلدية إلى كرة للتقاذف، بعيداً من منطق رجال الدولة.
وفي هذا الإطار، يستمر الجدل في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الأساس فيه استعداد الحكومة ووزارة الداخلية، بالفعل لا بالأقوال المعسولة. وقد سارع رئيس "القوات" سمير جعجع إلى المزايدة وإعلان عدم المشاركة في جلسة الغد النيابية، ومن هنا يُفتَح الباب واسعاً لتحميل المسؤوليات عن الفراغ الممكن أن تشهده البلديات إضافة إلى شغور الرئاسة وحكومة مُنتقصة الشرعية، وليس فقط عن التمديد المفترض. هذا عدا عن فراغ المزايدة القواتية نظراً لتغطية جلسات نيابية واشتراعية خلال فترة الفراغ التي سبقت انتخابات العام ٢٠١٦ الرئاسية.
وفي ملف الرئاسة، معطيان رئيسيان سيكون لهما تأثير كبير على المسار القائم. ذلك أن معادلة المشهد الإقليمي لجهة التوافق السعودي - الإيراني، تترقب التعامل الأميركي مع التحولات الكبرى من اتفاق بكين إلى ابتعاد الرياض عن واشنطن. وإلى القوة الأميركية، يفتح التساؤل عن الموقف السوري من تجديد منظومة التسعينات التي نأى قسمها الحليف لدمشق، بنفسه عن مواقف حاسمة في أحلك ظرف مرت به سوريا وكانت له تداعياته الكبرى على لبنان وشعبه وسيادته ودماء عسكرييه.
وإلى الشأن السياسي العام، يتأثر الرأي العام بقضية تشغل المحامين والقانونيين وهي قرار النقابة باستدعاء بعض المحامين ومساءلتهم عن ظهورهم الإعلامي. وتسود بلبلة لدى المعنيين بالحريات العامة وقضايا تطاول المجتمع اللبناني ككل والحق في النقاش، ما دفعَ العديد من الشرائح إلى التضامن مع المحامي نزار صاغية بعد معلومات عن استدعائه وفرضية شطبه من جدول النقابة.
أما في الشأن العربي فالسودان لا يزال مشتعلاً بالمعارك الدامية بين عمودي النظام الجديد ما بعد خلع حسن البشير. وما يزيد من حدّة الصراع هو ارتباط الفريقين بمحاور أميركا وروسيا والإمارات والسعودية ومصر المعنية الأولى بجارها الجنوبي.